إننا نواجه رفضا اجتماعيا وسياسيا من حولنا. أحيانا نستبعد من قائمة الصداقة ......
و أحيانا ينسى أفراد الأسرة عيد ميلادنا،و أحيانا لا ندعى لحفل ما. والآن أصبح يضاف إلى حياتنا الاجتماعية والعاطفية وسائط التواصل الاجتماعي المعروفة بالسوشال ميديا من فيسبوك وتويتر وإنستغرام ولينكدإن. وهي وسائل تتيح شبكة من العلاقات الإجتماعية قد تغني حياتنا بالفعل وقد تكون سببا في مشاكل كثيرة.
والرفض الذي نواجهه في السوشال ميديا يأتي على شكل درجات. فقد يكون الرفض في أن الصديق دائما اوف لاين أي أنه غير راغب في التواصل معنا. وقد يكون بأن الصديق لا يضع إشارة إعجاب بما نقول وننشر ولا يشاركنا أي شيء. وقد تكون حالة الرفض أعنف مثل رفض الصداقة أو الحذف من قائمة أو الحجب أو أن تلاحق أحدا لتعرفه على توتير وهو لا يلاحقك بالمقابل. كلها باتت سلوكيات اجتماعية تدخل في صميم علاقتنا بهؤلاء الأشخاص وقد تتسبب في الإحراج أو الخلافات أو المقاطعة أو البرود في العلاقة أو حتى الخصام وربما العتب.
وفي الحقيقة إن الحياة على السوشال ميديا (التواصل الإجتماعي) أصبحت مؤثرة عاطفيا ونفسيا على حياتنا الواقعية، بل إنها أحيانا مليئة بعلاقات عاطفية وصداقات قد يجلب أي رفض فيها الكثير من الألم أو الحزن والغضب. لنعترف أننا نتألم فعلا نتيجة الرفض على هذه الوسائط وأن الوجود فيها لم يعد مجرد أمر عابر. يكفي أن نذكر كيف نتألم حين تغير الحبيبة حالتها العاطفية من مرتبطة لغير مرتبطة أو منفصلة او عازبة.
و (هو أو هي) أساسا يتخذونها وسيلة للتعبير المطلق عن الفراق وهو يعلم كم ان هذا أمر مؤذ بحق الطرف الآخر، إنه يرسل رسالة واضحة ومؤلمة.
ولكن هناك أيضا حالات أخرى من الرفض التي لا يكون السبب فيها شخصيا، كأن يكون الشخص لا يتابع حسابه باستمرار لذلك لا يقبل دعوتك أو صداقتك أو لا يعلق على صفحتك. الأمر أن هناك الكثير من أشكال الرفض المزعجة أو المؤلمة على فيسبوك وتويتر وغيرها، ولكن علينا أن نتعلم التعامل معها اجتماعيا وعلينا أن ننقل شخصيتنا المثقفة اجتماعيا والقادرة على التصرف في وسط السوشال ميديا، لكي لا نظهر أغبياء أو متسرعين أو مندفعين أو شديدي الحساسية.
وقد يساعدنا أن نتذكر أن التواصل على السوشال ميديا فيه عيب جسيم، و نقص في المعلومات عن الآخر.
أما الطريقة الأسلم أن نكون ودودين وان نشارك الآخرين اهتماماتهم وأن لا نتوقع منهم شيئا. ونترك الأمور تتطور وحدها وبالتدريج فإن العلاقات على السوشال ميديا تقوى وتتمتن مثلها مثل العلاقات في الحياة الواقعية تماما.
0 comments:
إرسال تعليق